الثلاثاء، 6 مايو 2008

ارض مطار امبابة ...بين استثمار الدولة واحتياجات اهل امبابة


كمال خليل
على أي أساس سوف تتم الإستفادة من أرض مطار إمبابة البالغة مساحتها 220 فدان؟
دولة رأس المال وإستغلال البشر أعلنت على لسان رئيس هيئة التخطيط العمرانى تحويل المنطقة إلى عمارات وأبراج سكنية استثمارية عن طريق بيع الأرض للمستثمرين والشركات التجارية، أى تحويل منطقة إمبابة إلى مرعى ضخم للحيتان والتجار الذين لن يهتموا إلا بتسقيع الأرضى والشقق وبناء الأبراج العالية مثل أبراج شارع أحمد عرابى بالمهندسين.. والتجارة شطارة!
أما "الرياضيون"، من أمثال أحمد شوبير وإبراهيم حجازى، فقد بدأوا حملة إعلامية بخصوص أرض المطار على إحدى القنوات الفضائية وعلى صفحات جريدة الأهرام. وهم يرون فى تلك الأرض الأمل الوحيد المتبقى لإصلاح الرياضة المصرية ويجب تخصيصها بالكامل ملاعب مفتوحة للرياضة لخلق قاعدة ممارسة هائلة فى كل الألعاب الرياضية! يجرى ذلك كله فى إطار الحديث عن أن هناك مرسوم جمهورى قد صدر بأن يتم تحويل أرض مطار إمبابة إلى حديقة دولية!
"كل يغنى على ليلاه". أما إحتياجات البشر ومصالح أهل إمبابة وأرض اللواء، فلا ينظر إليها أحد.
ولأن الصراع على أرض مطار إمبابة قد بدأ، فإن أهالى إمبابة يجب أن يتحدوا على تصور واضح يعبر عن مصالحهم واحتياجاتهم ويتوحدوا فى الدفاع عنه سواء فى تحركاتهم الجماهيرية أو على صفحات الجرائد أو أسفل قبة مجلس الشعب من خلال النواب الذين ينحازوا لمصالح أهل إمبابة.
إن الإستفادة من أرض مطار إمبابة ينبغى أن يحكمها عاملان رئيسيان:
أولهما: إحتياجات البشر فوق أرض إمبابة الذين يعانون من التكدس والازدحام وفقر الخدمات التعليمية والصحية والرياضية والبيئية، بالإضافة إلى إحتياج عشرات الآلاف من الشباب والأسر الفقيرة لمساكن تدعمها الدولة ويحكم فلسفة إنشاؤها حق المواطن فى سكن أدمى ورخيص, لاحق التجار فى استثمار الأزمة من أجل تراكم الثروات وجنى الأرباح.
ثانيهما: أن يراعى التخطيط الهندسى لأرض مطار إمبابة الشروط والمواصفات الفنية لأعمال التخطيط العمرانى، الذى يجب أن يراعى فى أولويات عناصره أن تكون هذه المنطقة رئة ومتنفس لمدينة القاهرة، وألا يسمح بتحول المنطقة إلى غابة من الأبراج العالية والمتشابكة والمتلاصقة التى تحجب الهواء عن البشر، وأيضا ألا يسمح بمنطقة عشوائية جديدة لا تخضغ لشروط ومواصفات صحية ولا توفر مساكن وآدمية.
وفى هذا المقال نتقدم بتصور أولّى (كمهندس إستشارى مدنى) للمناقشة والحوار:
1- يمكن تخصيص 30 فدان من الأرض لتقام عليها حديقة دولية مثل حديقة الفسطاط تكون متنفس ومكان للنزهة العامة يستفيد منها كافة السكان بالمنطقة.
2- يمكن أيضا تخصيص 30 فدان أخرى يقام عليها مركز رياضى وملاعب مفتوحة شرط ألا يتحول المكان إلى نادى للأغنياء اشتراكه بعشرات الآلاف من الجنيهات. نريد ناديا رياضيا مفتوحا يدخله الشباب فى إمبابة وأرض اللواء والعجوزة وبولاق الدكرور بإشتراك سنوى شبه مجانى.
3- يجب أيضا إقامة مجمع مدارس على مسطح 10 أفدنة تخصص منها 5 أفدنة لمسطحات المبانى (30 مدرسة ) والخمسة الأخرى تخصص كأحواش وملاعب رياضية لطلاب المدارس.
4- يجب أيضا إقامة مجمع طبى على مسطح 10 أفدنة تخصص منها 5 أفدنة لمسطحات المبانى (7 مستشفيات كبرى) والخمسة أفدنة الأخرى تخصص كشوارع وحدائق تحيط بمبانى المستشفيات العامة.
5- يمكن إقامة مدينة سكنية على المساحة المتبقية (140 فدان) تقسم على عدة مجاورات سكنية ذات حدائق وشوارع متسعة تخصص لإسكان الشباب والأسر الفقيرة. ويمكن أن تضم هذه المدينة حوالى 20 ألف وحدة سكنية كل وحدة بمسطح 75م وعمارات سكنية لا تتعدى ارتفاع أربعة أدوار شرط أن تدعم هذه المساكن من قبل الدولة وأن يتم تسديد أسعارها على أقساط طويلة الأجل ولا تخضع لمقدمات باهظة ومرتفعة.
فهل يتحد أهل إمبابة من أجل الدفاع عن مصالحهم؟ أم سنترك لصوص الدولة يبيعون أرض المطار كما باعوا محلات عمر أفندى وباعونا وباعوا مصر كلها؟!!

ليست هناك تعليقات: